بدأت حكايتي منذ الصغر، أثناء انتقالي من مرحلة لأخرى… ولكن في المرحلة الإعدادية بدأتُ مشواراً مختلفاً مع أستاذ مادة الرسم حين شد انتباهه ما أرسمه وأكتبه، فأشار عليّ بتعلم الخط العربي… ومن هنا كانت بداية “اللا نهاية”… وطوال رحلتي مع العلم والعمل ازددت ارتباطا من الخط ورسمه وتشكيله… ولأكثر من عشر سنوات في شتى حقول المعرفة، بين الهندسة الميكانيكية والمعمارية والتصاميم الجرافيكية، بلغت لمنارة فريدة، تتجدد بكل معلومة أتعلمها… فكل الطرق كانت تؤدي إلى الفن ورسم الحرف برؤية مختلفة ولمسة ذات عمق متجدد… هذه الرحلة عمّقت رؤيتي للفن والحَرف ونقلتني من مرحلة لمراحل متقدمة في مشواري العملي.

تنوعت في العمل في هذه المجالات، وتمكنت في التعمق فيها وبها وفي أكثر من موسم وظرف… ومع نهاية كل تجربة أزددت يقينا بأن الله وهبني هذا الفن والإبداع في الحرف ونقشه ورسمه. بعد كل تجربة يترسخ في عقلي وقلبي بأن أجد بصمة خاصة لي في كل ما أقوم به… لأحكي قصة الحرف العربي بأجود وأحسن صورة … وترابط ذلك بثقافتنا وتاريخنا.

الفن بحر واسع… ممارسةٌ وعشقٌ وجمالٌ. فمن خلال العمل لفترات طويلة والاجتهاد فيها بين القطاعين الخاص والحكومي، تمخض ذلك قراري للتفرغ التام للعمل الحر وتأسيس شركتي الخاصة، إذ تلخصت تجاربي وخبرتي العملية في التصميم والإخراج الفني، وتصميم الشعارات والهويات، سواء للشركات والمؤسسات أو للأفراد، وتصميم الكتب والمطبوعات العامة والخاصة لكبار الشخصيات، والمخطوطات، واللوحات الفنية الحروفية، بالإضافة إلى تصميم وتنفيذ الطلبات الخاصة مثل الأوسمة الملكية والهدايا القيمة، ورصعت مسيرتي الفنية أيضا بتصميم المصوغات الذهبية والفضية. إن لتنوع هذه المهارات فضل من الله سبحانه وتعالى، وقد تدرج ذلك في مراحل حياتي العلمية والعملية، حيث كانت إضافة وتكامل بين الفكرة والإخراج الإبداعي، إلى مراحل الإنتاج والتنفيذ.